mercredi 5 juin 2019

قمم السعودية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية

قمم السعودية  والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية 
بقلم : سري القدوة
 
لقد عكست قرارات القمتين العربية والإسلامية اللتين عقدتا في مكة المكرمة قوة الموقف الفلسطيني والعربي وحملت رسالة واضحة للإدارة الأميركية وحرص المملكة العربية السعودية على ترسيخ ملامح العمل العربي المشترك من اجل صياغة استراتيجية شاملة لمواجهة المخاطر التى تحدق فى الامة العربية وتلك المؤامرات والدسائس التى تستهدف وجودنا العربي وبعدنا القومي الاقليمي.
وعلى الصعيد الفلسطيني كانت قمة الرياض الطارئة عنوانا لبناء سد منيع لمواجهة صفقة القرن ومشاريع التآمر والتصفية للقضية الفلسطينية وخلق بدائل هنا وهناك لتكون بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية.
اننا نثمن المواقف الصائبة والصلبة ونبارك لخادم الحرمين الشريفين والدبلوماسية السعودية وللشعب السعودي الشقيق نجاح القمم الثلاث وباسم الشعب الفلسطيني نثمن عاليا اصرار خادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مواقفهم الثابتة والمهمة بهذه المرحلة التي تتعرض القضية الفلسطينية للمؤامرات والتأكيد مجددا على التمسك بمبادرة السلام، وقرارات قمة الظهران ( قمة القدس) 2018، وقمة تونس 2019 والتي عكست التوجه السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إن من يشجع دولة الاحتلال الإسرائيلي على التصرف كدولة فوق القانون الدولي هي الإدارة الأميركية التي دمرت أسس ومرجعيات عملية السلام، واتخذت إجراءات خارجة عن الشرعية الدولية والتي ترفضها القيادة الفلسطينية، كما رفضها اغلب الدول العربية والمجتمع الدولي.
إن دولة الاحتلال الإسرائيلي قامت مؤخرا باقتطاع غير شرعي لجزء كبير من الاموال المعروفة بعائدات الضرائب، بذريعة أن السلطة الفلسطينية تدفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى، الذين لا يمكن أن تتخلى القيادة الفلسطينية عنهم بأي شكل، حتى وإن كان ذلك آخر ما تملك القيادة الفلسطينية من اموال، الأمر الذي أدخل السلطة الفلسطينية في أزمة مالية خانقة تعيق عمل مؤسساتنا الوطنية وتفرض حصارا ماليا من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
ان اهمية قرارات قمة الرياض الطارئة جاءت من اجل التأكيد مجددا على ضرورة تفعيل قرارات القمم السابقة الخاصة بتوفير شبكة أمان مالية لتمكين شعبنا من الصمود والثبات، في ظل هذه الظروف الصعبة والحصار الظالم الممارس على الشعب الفلسطيني، كما اكدت قمة الرياض على اهمية ان تقوم الاردن بالوصاية على القدس وأكدت على اهمية دور الاردن فى الدفاع عن القدس وحماية المسجد الاقصى حيث اشادت قمة مكة بالجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية ودور جلالة الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، في الدفاع وحماية وصون مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
انه من غير المقبول أن يظل الوضع العربي على ما هو عليه وتستمر العواصف المرعبة في المشهد السياسي العربي وان يبقي مشهد الإرهاب وتهديد الأمن القومي العربي في صدارة المؤشرات المستقبلية للمشهد السياسي العربي والذي يعزز بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والتشريد وإبقاء المنطقة العربية خاضعة لنتائج هذه الممارسات ومخلفات الإرهاب وممارساته الخارجة عن قيمنا ومشروعنا الحضاري العربي كما أنه من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك.
بات من الضروري استعادة زمام المبادرة وخاصة بعد النجاح الكبير لقمة الرياض الطارئة وانه حان الوقت لتأخذ المملكة العربية السعودية الصدارة في قيادة الامن القومي العربي على طريق اقامة الاتحاد العربي وتعزيز التعاون الامني والاقتصادي والتنمية العربية اسوتا بتجربة الاتحاد الاوروبي لمعالجة أوضاعنا ووضع الحلول المناسبة للبنية الاساسية لمؤسسات تنموية عربية مستقلة تأخذ على عاتقها فتح سوق عربية جديدة امام الأجيال القادمة والشباب العربي من أجل خلق فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والعمل على تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بين الكل العربي وهذا ما نأمل تحقيقه في العالم العربي على أن يكون من مستخرجات القمم العربية والتأكيد عليه مستقبلا .
اننا نتطلع الي ضرورة النهوض في مجال الاعلام الرقمي ويجب على العالم العربي خلق الفرص وتحفيز الشباب للمشاركة فى مهارات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات الرقمية والوسائط متعددة الاستخدام فى العالم العربي مما يؤكد على فتح مجالات التنمية الاعلامية وتعزيز الامن الاعلامي العربي مما يساهم إلى محاربة مظاهر التطرف والإرهاب الفكري وبؤر الفساد ويعزز احترام الحقوق السياسي ومستويات حقوق الإنسان والحريات بشكل عام.
ان محاربة التطرف المغطى بالإسلام والجرائم المعادية للإنسانية والتي لا تمت للإسلام بصلة وأن هذه الظاهرة المشؤومة حيثما كانت هي عدوة الاسلام والسلام والبشرية.
ان الارهاب هو ظاهرة دولية لابد من التصدي لها والعمل علي ضمان القاء القبض على من يتورط فى الأعمال الإرهابية وتقديمهم للمحاكمة وضرورة تفعيل محكمة عربية لملاحقة مجرمي الحرب والإرهابيين حتى لا يفلتوا من العدالة وتفعيل الجهد الدولي والتعاون العربي لمحاربة الارهاب حيث يجب ان يتضاعف من اجل مكافحة الارهاب المنتشر عبر العالم.
انه لمن المهم العمل العربي المشترك من اجل وضع السياسات الهادفة إلى توحيد الموقف العربي والتأكيد على مبادرة السلام العربية ورفض أي تحركات خارج نطاق الإجماع العربي وضرورة التأكيد على الموقف القومي من القضية الفلسطينية في ضوء التحركات الأمريكية وطرحها للمبادرة التي أطلقت عليها صفقة القرن.
ان دعم القيادة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل المادية والسياسية ودعمه فى مواجهة ورفض أي صفقة أو خطة لا تتفق أو تنسجم مع القانون الدولي والاتفاقيات والشرعية الدولية وقراراتها والمرجعيات المتفق عليها والتى تحتوى على الإجماع العربي والموقف الموحد من عملية السلام الشاملة.
اننا على ثقة كاملة بأن قمة الرياض ستحقق اهدافها وسترسخ لمرحلة جديدة من اجل الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
 سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire