الأستاذ/ مصطفى منيغ - الخرطوم ستهزم المجلس العسكري وتخلع حجاب
المحاور
بقلم : سعد
محمد عبد الله
2019 / 6 / 7
تحية إحترام وتقدير للأستاذ/ مصطفى منيغ سفير
السلام الدولي من المملكة المغربية، ونرسل عبره السلام للشعب المغربي الشقيق،
ونتوقف عند هذه النافذة لتذكر عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين الشعبين
العزيزين، والزمن الجاري يحدثنا عن المستقبل الزاهر الذي ينتظرنا عند أخر النفق،
والشعب السوداني يستطيع العبور نحو الحرية والسلام والديمقراطية وسيمشي بصمود رغم
كثافة الأشواك المنثورة علي الطريق، فالوعي الجماهيري الذي نراه في ميادين الثورة
كفيل بانارة الوطن بعد إظلامه وظلم شعبه من قبل النظام الإسلاموعسكري، والمجلس
العسكري ما هو إلا إمتداد لذلك النظام الفاسد والمستبد، وبالطبع لا توجد دولة
حكمها الطغاة البغاة أبد الدهر، إنما البقاء والإستمرار للشعوب، وهذه الحقيقة
الوجودية مغيبة عن قواميس الأنظمة الدكتاتورية لذلك تجدها تتساقط بين الفينة
والأخرى دون أن تعي مسببات إنهيارها وسقوطها، وحتى إن علم بعضهم بتلك الحقائق
تعمدوا تكرار ذات الأخطاء بظن النجاح ولكنهم لا يفلحون البتة، وشعب السودان له
تجارب ثورية راسخة في التاريخ ستمكنه من إجتياز هذه المرحلة الصعبة، فهو الذي أنجز
الثورة المهدية ضد الإستعمار التركي المصري، وقاد الكفاح السياسي المدني والمسلح
ضد الإستعمار الإنجليزي المصري، وأسقط الأنظمة الدكتاتورية بانتفاضات شعبية عظيمة
كحكومات عبود والنميري والبشير، ولم يبني المجلس العسكري سدا يمنع سقوطه مهما بطش
وإستبد بهذا الشعب، فقط الزمن هو الذي يضع فواصل التاريخ، لكن طالما الثورة
مستمرة، الشعب وحده الذي سيقرر الحاضر والمستقبل.
لقد طالعت بكل إهتمام المقال الذي نشرتموه في
صحيفة "العربي اليوم الإخبارية" تحت عنوان "في الخرطوم المجلس
مهزوم" وقد إستوقفتني بعض العبارات التي تناولتم فيها علاقة السودان بالمحور
السعودي الإماراتي المصري، وحقيقة أن سياسات النظام السابق رهنت الدولة السودانية
في أسواق المحاور الإقليمية والدولية من أجل التكسب المادي، فالنظام السابق كان يعادي
المملكة السعودية لصالح الإيدلوجية الإسلاموية المرتبطة بقطر وتركيا ثم قلب المشهد
وتصالح النظام مع المملكة السعودية مقابل المال، وأيضا كان النظام يعادي الولايات
المتحدة الأمريكية من أجل الدعومات الروسية، وعندما تخنقهم أمريكا يتحولون عكس ما
كانوا يفعلون، وهذا الوضع المرتبك أخل بوضع السودان ما أدى لحالة العزلة الإقليمية
والدولية، ومع تزايد إنتهاكات النظام ضد السودانيين وسلب حقوقهم السياسية والمدنية
وفي مقدمتها حق الحياة والأمن وحرية الرأي والفكر أضحى النظام في دوامة الحظر
الدولي ووصل ملفه "الأسود" إلي المحكمة الجنائية الدولية، وإستمر المشهد
في تدهوره حتى إنتفض الشعب السوداني وأنهى حقبة حكم دكتاتوري ساد البلاد لثلاثين
عام خلت، وما زال الشعب يكافح لتخليص السودان من مخلفات ذلك النظام البائد، فالحصة
الوطنية ترتكز علي ضرورة إسقاط دولة التمكين التي أنتجت المجلس العسكري بتركيبته
الحالية من أجل الوصول إلي موطن المواطنة في ظل نظام ديمقراطي ومدني يضع سياسات
خارجية قائمة علي الشراكة الحرة وتبادل الإحترم مع المحيط الإقليمي والدولي.
الأستاذ المحترم مصطفى منيغ سفير السلام الدولي إننا نقدر إهتمام معاليكم بقضية السودان والثورة ومآلات الراهن الدولي، وهذا الرد محاولة لشرح الوضع السوداني سالف الذكر وما يتطلع السودانيين لتحقيقه في المستقبل، فالتحرر الوطني والجماهيري يعني فك القيود عن الحريات الأساسية وإيجاد آليات ديمقراطية جديدة تمكن الشعب من المشاركة الحقة في صنع القرار والبناء والتعمير وصولا للمستقبل المنشود، والتحرر أيضا يكون بصون السيادة الوطنية وتأمين الشعب وخلع حجاب المحاور سواء كانت إيدلوجية او إنتفاعية ووضع سياسات جديدة لإدارة ملف العلاقات الخارجية بما يحقق مصالح الشعب ويحفظ للدولة مكانتها الدولية، هذا هو الخط الأسلم لسودان المستقبل، ونعلم أن هنالك بعض المجموعات ذات الإرتباط النفعي والإيدلوجي مع الخارج لا يعجبها تحرر البلاد، وربما أيضا هذا الحديث يثير تخوفات بعض الدوائر الإقليمية والدولية لكن التنازل عن شعار الثورة "حرية سلام وعدالة" يعني خيانة تلك الثورة ولا يمكن بأي حال وضع السودان مجددا في مواجهات مع العالم الخارجي، بل يجب أن يتموضع السودان حيث تكمن المصالح السياسية والإقتصادية التي تحقق رفاهية الشعب ولا تمس سيادة الدولة وإستقرارها وتتحقق حرية العلاقات الدولية، فقد تضرر السودان لسنوات وهو الذي يملك كل مقومات النهضة والتطور والتموقع ضمن مصافي الدول المتقدمة، واليوم بعد قيام هذه الثورة المجيدة لا يمكن السماح باستمرار نهج النظام القديم بثوب المجلس العسكري، فاستمرار هذا الوضع فيه خطورة كبيرة علي السودان والسودانيين، لذلك وجب العمل علي إسقاط المجلس العسكري وإلحاقه بالنظام السابق وبناء دولة ديمقراطية ومدنية حرة توفر السلام والعدالة والحرية وتحترم حقوق الإنسان.
الأستاذ المحترم مصطفى منيغ سفير السلام الدولي إننا نقدر إهتمام معاليكم بقضية السودان والثورة ومآلات الراهن الدولي، وهذا الرد محاولة لشرح الوضع السوداني سالف الذكر وما يتطلع السودانيين لتحقيقه في المستقبل، فالتحرر الوطني والجماهيري يعني فك القيود عن الحريات الأساسية وإيجاد آليات ديمقراطية جديدة تمكن الشعب من المشاركة الحقة في صنع القرار والبناء والتعمير وصولا للمستقبل المنشود، والتحرر أيضا يكون بصون السيادة الوطنية وتأمين الشعب وخلع حجاب المحاور سواء كانت إيدلوجية او إنتفاعية ووضع سياسات جديدة لإدارة ملف العلاقات الخارجية بما يحقق مصالح الشعب ويحفظ للدولة مكانتها الدولية، هذا هو الخط الأسلم لسودان المستقبل، ونعلم أن هنالك بعض المجموعات ذات الإرتباط النفعي والإيدلوجي مع الخارج لا يعجبها تحرر البلاد، وربما أيضا هذا الحديث يثير تخوفات بعض الدوائر الإقليمية والدولية لكن التنازل عن شعار الثورة "حرية سلام وعدالة" يعني خيانة تلك الثورة ولا يمكن بأي حال وضع السودان مجددا في مواجهات مع العالم الخارجي، بل يجب أن يتموضع السودان حيث تكمن المصالح السياسية والإقتصادية التي تحقق رفاهية الشعب ولا تمس سيادة الدولة وإستقرارها وتتحقق حرية العلاقات الدولية، فقد تضرر السودان لسنوات وهو الذي يملك كل مقومات النهضة والتطور والتموقع ضمن مصافي الدول المتقدمة، واليوم بعد قيام هذه الثورة المجيدة لا يمكن السماح باستمرار نهج النظام القديم بثوب المجلس العسكري، فاستمرار هذا الوضع فيه خطورة كبيرة علي السودان والسودانيين، لذلك وجب العمل علي إسقاط المجلس العسكري وإلحاقه بالنظام السابق وبناء دولة ديمقراطية ومدنية حرة توفر السلام والعدالة والحرية وتحترم حقوق الإنسان.
تقبل خالص إحترامي.
سعد محمد عبد الله
7 يونيو - 2019م
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire