عن تصريحات قادة حماس
الأخيرة
د. إبراهيم حمّامي
1.
بداية هذه هي التصريحات:
خليل الحية: "إنَّ الشّعب الفلسطيني لم يجد أمانًا
له كما وجدها في سورية، وقال بأنَّنا لا نخجل من القول إنَّ العلاقة مع سورية
ضرورة"
يحيى السنوار: "لولا دعم إيران للمقاومة في فلسطين لما
تمكنت من امتلاك هذه القدرات بعد أن تخلت عنها الأمة العربية، منوهاً إلى أن
"هناك محاولات لتغيير وعي الأمة لكن الفلسطينيين باتوا يعرفون أصدقاءهم جيداً
وأعداءهم جيداً، والقدس هي البوصلة"
2.
ليست هذه هي المرة
الأولى التي تخرج تصريحات أقل ما يقال عنها بأنها مستفزة – مدح قاسم سليماني على
سبيل المثال
3.
هذه المرة كان
الأمر أكثر استفزازاً وتجاوزت المديح لإيران للتعريض بالأمة العربية بأكملها
ومغازلة النظام السوري الذي ولغ في دماء السوريين والفلسطينيين على حد سواء،
وللتذكير وقل لهم ان أسرانا لدى نظام الأسد هو ضعف أسرنا لدى الاحتلال بحسب
احصائية قبل عامين كشفت أن عدد المعتقلين الفلسطينيّين في سجون النّظام السّوري 12
ألفاً و492 معتقلًا، وجميعهم يُمنع ذووهم من معرفة مكان اعتقالهم أو مصيرهم، وفق
ما وثّقه مركز توثيق المعتقلين والمفقودين الفلسطينيّين في سورية
4.
الأمة العربية لم
تتخل عن فلسطين ولا قضيتها والشعوب العربية جميعها دون استثناء كانت وما زالت
تحتضن فلسطين وقضيتها رغم ما تمر به من أزمات وكُرب
5.
إيران ونظام
الاجرام في الشام لم تدعم يوماً فلسطين من أجل عيون الفلسطينيين بل متاجرة رخيصة
بالقضية الفلسطينية لأسباب لا تخفى على متابع
6.
قضايا الأمة لا
تتجزأ وهمومها واحدة وإن كنا استصرخنا واستنهضنا الأمة العربية طوال قرن من الزمان
لدعمنا فلا يمكن قبول أن نتهم الأمة بخذلاننا والتخلي عنا
7.
حتى وإن كان
المقصود تخلي بعض الأنظمة العربية عن قضية فلسطين فهذا ليس مبرراً كافياً للارتماء
في أحضان من يقتل أبناء هذه الأمة ويدمر مقدراتها بحجة دعمهم للمقاومة
8.
لا يمكن بحال من
الأحوال أن تكون إيران داعمة للمقاومة في فلسطين في الوقت الذي تنشر الإرهاب
والقتل والتدمير في أقطار الأمة، إيران لها أهدافها وأحلامها وتستغل كل ما يمكن
لتحقيق ذلك
9.
تقييد الأمر
بمعادلة صفرية إما مع السعودية أو مع إيران فيه تسطيح مقصود للأمر ومقارنة لا
تستقيم بين السيء والأسوأ، بين نظامين كلاهما يعمل على تدمير الأمة ومقدراتها
10.
هذه المرة علت
أصوات من داخل حماس نفسها رافضة لمثل هذه التصريحات المستفزة
أخيراً وهو الأهم
لن تنتصر أي حركة
مقاومة لأنها كانت الأقوى والأكثر تسليحاً، بل كان العامل الرئيسي والحاسم دائماً
هو الحاضنة الشعبية والدعم الجماهيري
مهما امتلكت
المقاومة من أسلحة وصواريخ فإن ميزان القوى هو لصالح الاحتلال، لكن ما يقلب
المعادلة هو الصمود والتحدي والإصرار على المقاومة، هو الزخم الشعبي والجماهيري
وليس عدد الصواريخ
باختصار
إن خسرت حماس
الأمة والحاضنة من أجل دعم إيران ودعم إيران...
وإن فكرت مجرد
التفكير بالعودة لدمشق تحت أي مبرر أو عذر في ظل نظام الاجرام...
عندها نقول عليها السلام
هكذا بدون تجميل
أو مجاملات!
02/06/2019
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire